بقلم :
د.مصطفي الديب
نفسياً؛ العديد من الصفات والسلوكيات تخرج من البيئة التي يعيش بها الفرد، فإن كانت متزنة أخرجت لنا أطفالاً متزنون، والعكس.
بالنظر إلى ماقبل السنوات العشر الماضية، لم يكن هناك وجودا لمصطلح التنمر والسادية، إلا كمصطلحات على ورق، لم يكن لها وجودا مهددا في الواقع، شيئًا فشيئاً أصبحت هذه المصطلحات لها وجود فعلي بين الأطفال؛ ترى ما السبب؟
هل الأسرة؟ هل المدرسة؟ هل المجتمع؟ هل الهواتف الذكية ووسائل الإعلام؟
مما لاشك فيه إنها عوامل مجتمعة، وكل عنصر من العناصر السابقة له دور بارز، وإن كان المحرك الأعظم في كل هؤلاء هو وسائل الإعلام والهواتف، لماذا؟
لأنها تعتمد بشكل عام على المؤثرات السمعية والبصرية، فبسهولة لفت انتباه الطفل، ومن ثم التقليد الأعمى.
برامج المقالب، وأفلام الضرب والدمار والعنف، وألعاب القوة والمعارك، تبني لبنة لبنة في سيكولوجية الطفل، تبني مفاهيم تظهر كوارثها عبر الزمن، فالطفل المتشرب للعنف داخل اسرته، ومشاهدته لهذا العنف بالهواتف والتلفاز، طبيعي جداً أن يمارسه مع أقرانه وإخوته!
فالتشبع المباشر والغير مباشر لهذه المشاهد يرسخ ويبني لديه مفهوم أن العالم كله هكذا، وأن هذا المسلك هو المسلك الصحيح للنجومية ولف الأضواء، والعيش في رغد!
أزمة صناعة النجم تعاني في مصر أشد المعاناه، فالنجم لم يصبح عالماً أو طبيباً أو معلماً أو أي شخص ينفع البشرية؛ بل النجم أصبح الراقص والمؤدي لفقرات بهلوانية، وصاحب الكقالب المقزرة، ومغني مهرجانات وممثل أكشن على وتيرة قُطاع الطرق والبلطجية!
والأدهى والأعظم من ذلك كله، أن هذا المهرج، يجد الحفاوة والتصفيق والقدوة من وسائل الإعلام، كأنه اخترع مصلاً لكورونا، أو أنجز بحثاً علمياً في مجال ما.
لذا كان عليك أيها الأب وأيتها الأم أن تحسنا إختيار مضمون مايشاهده أطفالكم حتى لا يشتربوا صفات لا ولن تفيدهم بشيء، بل ستزرع بداخلهم قبيح الحياة.
دكتور مصطفى الديب متخصص نفسى.